منتدي النفط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل النفط السوداني "قاتل" ؟

اذهب الى الأسفل

هل النفط السوداني "قاتل" ؟  Empty هل النفط السوداني "قاتل" ؟

مُساهمة من طرف Admin الأحد يونيو 07, 2015 4:58 pm



المصدر: الحياة
الكاتب: حازم يوسف
30 يوليو 2001
المصدر
... النفط قاتل ... وإذا كنتم تريدون وقفاً شاملاً للقتال، فيجب على الحكومة السودانية ان توقف انتاج هذا القاتل ... لا معنى لوقف النار في الجنوب طالما النفط يتدفق ويقتل شعبنا هناك
هذا ما قاله زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق امام رؤساء دول شرق افريقيا في منظمة "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد خلال قمتهم الاستثنائية عن السودان التي عقدت في نيروبي في الثاني من حزيران يونيو الماضي.
وشدد قرنق في القمة ذاتها، على ان حكومة الرئيس عمر البشير، الذي كان حاضراً امامه في القمة، هجرت اكثر من مئة الف مواطن في مناطق اعالي النيل خلال عملياتها لاستكشاف النفط وانتاجه. وانها تستخدم عائدات النفط التي تبلغ ثلاثة ملايين دولار يومياً في المجهود الحربي الحكومي لقتال الجنوبيين.
لكن للنفط في السودان قصة اطول من الحرب نفسها التي استنزفت 35 عاماً من اصل 45 سنة هي عمر استقلال هذا البلد. فقصته بدأت قبل تمرد العقيد في الجيش السوداني جون قرنق ودخوله الى الغابات الجنوبية في العام 1983، وقبل استيلاء الفريق عمر البشير على السلطة في الخرطوم بانقلاب عسكري اطاح حكم الصادق المهدي في 1989.
المعلومات المختصرة عن النفط السوداني تشير الى ان شركة "شل" البريطانية كانت من بين اوائل الشركات التي اجرت عمليات مسح عنه قرب سواحل البحر الاحمر ايام الحكم الانكليزي - المصري في السودان. وبعد الاستقلال 1956، حفرت الشركة الايطالية "أجيب ميلارنا" آباراً عدة في المنطقة نفسها عام 1959، ولم تجد كميات تجارية كافية تستحق مواصلة التنقيب. لكن اول احتكاك فعلي بين النفط ونار الحرب حصل مطلع الثمانينات بعد وصول عمليات التنقيب الى قلب الجنوب نفسه، وتحديداً في منطقة البانتيو الواقعة في اعالي النيل بعدما وقعت شركة "شيفرون" الاميركية عقداً مع حكومة الرئيس جعفر نميري في نهاية 1974 حصلت بموجبه على حق التنقيب عن النفط في مناطق تبلغ مساحتها 516 الف كلم مربع في جنوب السودان. واكتشفت "شيفرون" بئر الوحدة من اغنى حقول النفط في البانتيو العام 1980 وواصلت عمليات التنقيب والحفر في المنطقة الى ان توقفت بعد تصاعد عمليات المتمردين في ما عرف بـ"حوادث فبراير شباط 1984".
حكومة الصادق المهدي 1986 - 1989 حاولت تفعيل عمليات "شيفرون" وحصر استثمار انتاج النفط ليكون للاستهلاك المحلي فقط، ودخلت في جدل مع الشركة على جدوى هذه العمليات المحلية. ثم تأكد وجود حال فساد داخل "شركة النيل الابيض للبترول" تورط فيها وزراء، فأغلقت هذه الشركة. وقبل ان يُعاد تفعيل الانتاج، جاء انقلاب البشير ليطيح حكومة المهدي في 30 حزيران يونيو 1989.
بعد حوالي اربع سنوات على تسلم البشير السلطة في الخرطوم، قرر انهاء كل عمليات "شيفرون" التي باعت اسهمها في 1994 الى شركة سودانية بعدما انفقت اكثر من بليون دولار في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البلاد خلال ثلاثة عقود.
البشير قرر مواصلة الحفر والتنقيب وسط آتون نار الجنوب فادخل شركات غير اميركية الى اعالي النيل ومناطق اخرى، ونجح في 1996 في انتاج كميات تجارية للمرة الاولى في تاريخ عمليات النفط في البلاد. وكانت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" تتعرض آنذاك لانشقاقات بدأت في 1992. كما تورطت القبائل الجنوبية، خصوصاً في مناطق النفط، في حروب قبلية طاحنة، فيما كانت حكومة البشير تستغل ضعف المتمردين لتكثف عمليات انتاج النفط.
في ايار مايو الماضي، استطاعت "الحركة الشعبية" إعادة توحيد صفوفها، وعادت لتهدد مواقع انتاج النفط التي تعتبرها عنصراً اساسياً في تمويل آلة الحرب الحكومية. إذ كانت آخر ارقام نُشرت في هذا الشأن ذكرت ان الحكومة السودانية تنفق مليون دولار يومياً على الحرب قبل انتاج النفط. ما يعني انه في حال التزمت الحكومة انفاق المبلغ ذاته فقط على الحرب، يبقى في تصرفها مليونا دولار يومياً لانفاقها في مكان آخر، وهذا وحده كاف لتغيير ميزان القوة وطبيعة الحرب في الجنوب لمصلحتها.
الحاكم السابق لولاية الوحدة الغنية بالنفط تعبان دينغ غاي، اكد لـ"الحياة" ان عائدات النفط تتجاوز بكثير الرقم المعلن رسمياً 3 ملايين دولار يومياً، وان الحكومة تتكتم عن زيادات في الانتاج تنفقها على تمويل الحرب. لكن وزير المال السوداني الدكتور عبدالرحيم حمدي يؤكد ان 50 في المئة من عائدات انتاج النفط تستخدم لتسديد ديون السودان وان الـ 50 في المئة الاخرى تستخدم في التنمية وفي دفع رواتب موظفين.
رئيس شركة "تاليسمان" النفطية الكندية جيم باكي اكد مطلع الشهر الماضي ان شركته ستواصل عملها في السودان على رغم اتهامات لها في كندا بأنها تؤجج الحرب في جنوب السودان، فيما نفت شركات نفطية اخرى تعمل في منطقة بانتيو ولاية الوحدة ان تكون عملياتها في الحفر والتنقيب تسببت بتهجير سكان المنطقة.
"الحياة" دخلت منطقة البانتيو في اعالي النيل، وتجولت في الغابات المحيطة بمواقع انتاج النفط والتقت عشرات من العائلات النازحة الهائمة في العراء، كما التقت قادة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي تنفذ هجمات على مواقع انتاج النفط في المنطقة. وتحدثت الى الحاكم السابق لولاية الوحدة تعبان دينغ غاي، واستقصت اوضاع "الحركة الشعبية" بعد إعادة توحيدها وتأثير ذلك على نوعية عملياتها العسكرية، وامكان نجاحها في السيطرة على مواقع انتاج النفط او تعطيلها
.
Admin
Admin
Admin

Posts : 103
عدد النقاط : 304
Join date : 23/04/2015
Age : 65
Location : Khartoum - Shambat

https://sudanoil.sudanforums.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى