منتدي النفط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة البترول السوداني -24

اذهب الى الأسفل

قصة البترول السوداني  -24  Empty قصة البترول السوداني -24

مُساهمة من طرف Admin الإثنين أبريل 27, 2015 4:59 pm

والمعروف أن اتفاقية التعاون الصيني السوداني في هذا الحقل كانت من أوائل اتفاقيات التعاون الفعلية بين البلدين إذ تم كما رأينا توقيع اتفاقية قسمة الإنتاج الخاصة بهذا المربع في سبتمبر 1995 . وكان قد تم  إكتشاف عدداً من الحقول في تلك المنطقة ( حقول الفولة كيكانغ، تقارة، سفيان وغيرها ). وقد استمرت المؤسسة الوطنية الصينية للنفط تعمل في هذا الحقل حتى عام 2001م دون العثور على احتياطيات كبيرة من النفط إذ لم تتعد الاكتشافات في هذا المربع في مجملها 50 مليون طن قابل للإستخراج إلى جانب 50 مليون طن إحتياطيات غير مؤكدة وأمام إلحاح المسؤولين السودانيين كثفت CNPC عمليات الاستكشاف بعد أن باتت تواجه احتمال التخلى عن هذا المربع.[216] وفي هذا الاتجاه تقدمت CNPC في مايو 2002م بمقترح يشتمل على إنتاج 10 ألف برميل من النفط في اليوم من خام الفولة الثقيل و12 ألف برميل من الخام الخفيف وانشاء خط أنابيب بطول 300 كيلومتر من بليلة إلى الابيض ومن ثم الاعتماد على النقل البري للمسافة المتبقية إلى الخرطوم. وقد رفضت وزارة الطاقة الاقتراح خصوصاً وأن احتياطيات الحقل ارتفعت في عام 2001 إلى 160 مليون طن ، وطالبت CNPC بالتقدم باقتراح آخر وبالفعل تقدمت CNPC باقتراحٍ وجد قبولاً من المسئولين في الوزارة حيث يشتمل الاقتراح الجديد على مد خط أنابيب من الحقل إلى مصفاة الخرطوم مباشرة لمساحة تقدر بحوالي 723 كيلومتر وقطر 24 بوصة وتطوير حقول مربع (6) لإنتاج 12 ألف برميل في المرحلة الاولى و40 ألف برميل في المرحلة الثانية وتنفيذ امتداد لمصفاة الخرطوم أصطلح على تسميته بمشروع (توسعة المصفاة). و أعلن آنذاك أن الإنتاج سيرتفع في حقل الفولة إلى 100ألف برميل بنهاية عام 2006م، [217] ولم يتحقق هذا التوقع حتى عام 2009م.
والجدير بالذكر ان وزارة الطاقة قد قامت في أكتوبر 2002 بتعديل إتفاقية قسمة الإنتاج لتدخل الشركة الوطنية السودانية للبترول (سودابت) كشريك فيها بنسبة 5% .[218] وتشير التقديرات إلى  أن الاحتياطي المتوفّر في هذا المربع يمكن أن يصل إلى مليار برميل، وهو ما دفع الشريكين العاملين في منطقة الامتياز هذه وهما شركة النفط الوطنية الصينية التي تملك الحصة الأكبر وشركة سودابت السودانية إلي التفكير الجدي في مد خط الأنابيب إلى مصفاة الخرطوم التي ستحتاج إلي زيادة طاقتها إلى 100 ألف برميل يومياً بدلاً عن 50 ألف برميل ؛ وأهم من ذلك تعديل مواصفاتها لتتمكن من تكرير الخام الجــــديد الثقيل المنتج مـــن مربع 6. [219]  وكان ميرغني محمد صالح سفير السودان في بكين قد أعلن في مايو 2003م  أن السودان والصين اتفقا على استثمار مليار دولار أمريكي لبناء خط نفط الفولة، وتوسيع مصفاة الخرطوم.[220]  وقد طرحت الحكومة السودانية بعد ذلك تنفيذ خط الأنابيب في عطاء عالمي مفتوح فازت به شركة CPPE الذراع الهندسي لمؤسسة CNPC.[221] وقد بدأ ضخ الزيت الخام داخل الانبوب الذي يبلغ طوله 723 كلم في 15/3/2004م حيث أنتج الحقل في ذلك التاريخ 10,600 برميل في اليوم .[222]* و قد بلغ الإنتاج في هذا الحقل بنهاية عام 2004م حوالي 450 ألف طن  سنوياً.[223]
وكانت الحفريات التي قامت بها الشركة في عام 2003م قد أكّدت وجود احتياطي من النفط بلغ 64.57 مليون برميل وحوالي 137 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في مربع 6.[224]
جاءت زيارة الرئيس الصيني هو جينتاو للسودان في فبراير 2007 في وقت جيد بالنسبة للشراكة السودانية – الصينية النفطية، فقد شهد عام 2007 نجاح كونسورتيوم بترودار التي تمتلك الشركات الصينية  47%من حصتها (CNPC 41% SINOPEC 6% )، في التغلب على متاعبها في مربع 3/7 وأكملت مرافق الشركة التخزينية على ساحل البحر الأحمر وهي ستة صهاريج تبلغ طاقتها الاجمالية نحو ثلاثة ملايين برميل، إلى جانب خط أنابيب يمتد إلى مساحة 1500 كيلومبر  من مناطق الإنتاج في جنوب السودان إلى ميناء بشائر الثاني* على ساحل البحر الأحمر بطاقة وقدرها 150 ألف برميل يمكن أن ترتفع إلى 500 ألف ثم 740 ألف برميل [225] وكانت اللجنة الإقتصادية بالمجلس الوطني قد طلبت من وزير الطاقة عوض الجاز في وقت سابق إحاطتها بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى تأخر إنتاج النفط بمربعي 3/7 يولايتي النيل الأبيض وأعإلى النيل مما أدى إلى عجز في ميزانية عام 2006م ، مما إضطر وزارة المالية والاقتصاد الوطني إلى فرض زيادات على سلعتي المحروقات والسكر، وقد عزى السيد/ الوزير تأخر الإنتاج في هذه المربعات إلى أسباب فنية تتعلق باحتواء الخام على كميات كثيفة من الشمع الأحمر الذي استدعى انشاء محطات تسخين على الخط الناقل بضخ الماء الساخن على الأنابيب حتى لا يؤدى تجمد الخام إلى إتلافها [226] ، مهما يكن فقد أدى تغلب بترودار على مشاكلها  إلى رفع حجم الإنتاج إلى 200 ألف برميل في اليوم من 160 ألف برميل[227] ليرتفع حجم إنتاج النفط في السودان إلى 520 ألف برميل في اليوم حسب مصادر رسمية [228] وكانت مؤسسة CNPC قد اعلنت ان انتاج مربعي 3/7 بلغ بنهاية عام 2007 10 ملايين طن متري .[229]
ويري المراقبون النفطيون بأنه بنجاح شركة بترودار في رفع حجم إنتاجها إلى 200 ألف برميل في اليوم تكون الشركات الصينية قد عززت قبضتها بشكل كبير على قطاع النفط في السودان، إلا إنه في الواقع بحلول عام 2007 لم تكن الشركات الصينية تمتلك حصصاً رئيسية في إتحادات شركات النفط الأجنبية العاملة في السودان فحسب، بل إن الشركات الصينية تكاد تسيطر بشكل شبه كامل على خدمات الحقول وصيانة وحفر الآبار إلى جانب الإنشاءات المدنية في معظم الحقول، ومد خطوط الأنابيب وبناء موانئ التحميل . فمنذ دخول شركة الهندسة والإنشاءات الدولية (CPECC) أحد أذرع (CNPC) الهندسية إلى السودان في عام 1998، نفذت حسب آخر الإحصاءات المتوفرة 46 مشروعاً إنشائياً منها مصفاة الخرطوم ومنشآت مربعات 4/2/1 ومربع 6 ومن بينها ثلاثة خطوط نفط رئيسية وهي خط من مربع 4/2/1 إلى ميناء التصدير في شرق السودان بطول 1506 كلم، وخط من مربعي 7/3 إلى ميناء التصدير في بورتسودان بطول 1370كلم، وخط من حقول المربع السادس إلى مصفاة الخرطوم بطول 716 كلم . [230] هذا بينما أنجزت شركة سور الصين العظيم لحفر الآبار أحد أذرع مؤسسة CNPC منذ دخولها السودان في عام 1997 وحتى عام 2004، حفر 271 بئراً تتوزع في مربعات 4/2/1 ، ومربع 6، ومربع 2 وغيرها، أي حوالي 58,7% من جملة الآبار التي تم حفرها في السودان حتى ذلك التاريخ .[231] كما يعمل في السودان بحلول عام 2007، 60 مجموعة عمل صينية لمسح وإختبار الآبار، و29 مجموعة حفر [232] بالإضافة إلى أكثر من 7 مجموعات لصيانة الآبار وعدد من المجموعات للقيام بخدمات صيانة الآبار ، كما مسحت شركة الصين الوطنية لمسح الآبار (CNLC)حتي عام 2004  368 بئراً ، وصورت 145 بئراً ، وحللت معلومات أكثر من 180 بئراً [233] إن الإحتياطيات النفطية الجديدة التي أعلنت عنها مؤسسة CNPC في عدد من المربعات خلال الأعوام الأخيرة أثارت مرة أخرى أسئلة حول حجم الإحتياطي النفطي في السودان ، و كان التقرير الإحصائي لشركة النفط البريطانية BP حول الصناعة النفطية في السودان و الصادر في يونيو 2008م قد أشار إلى إن المخزون المؤكد من النفط السوداني قد بلغ بنهاية أكتوبر 2007 ستة مليارات و ستمائة مليون برميل. [234] و يبدو هذا التقدير معقولاً، فكما نلاحظ من متن هذه الدراسة إن الاحتياطي النفطي في السودان الذي ظلت CNPC تعلنه في تقاريرها السنوية للسنوات العشرة الماضية قد يدعم إلى حد كبير صحة هذه التقديرات .
هذا وكان سفير السودان لدى جمهورية الصين الشعبية ميرغني محمد صالح -ربما إعتماداً على هذا التطور في الصناعة النفطية- قد أعلن في بكين إن مؤسسة CNPC سوف تضاعف إستثماراتها ليبلغ إنتاج المؤسسة في السودان 1.2 مليون برميل في اليوم خلال 8 أعوام، كما كشف عن إن إستثمارات الصين في السودان بلغت بحلول عام 2007، 6 مليارات دولار أمريكي منها 4 مليارات إستثمارات مؤسسة CNPC في مجال النفط في السودان . [235]
شهد هذا العام أيضاً محاولات من أطراف رئيسية في شركة النيل الكبرى لعمليات البترول مثل شركة النفط و الغاز الهندية للتحول من بيع حصصها من إنتاج خام مزيج النيل عبر مقياس أسعار برنت اليومي بدلاً من أسعار منياس الأندونيسي ، علماً بأن كونسورتيوم بترودار يبيع شحناته حسب مقياس أسعار برنت الذي تعتمده شركات النفط الأوربية و الروسية، [236] إلا أننا لاحظنا أن بترودار قد باعت شحناتها من خام مزيج دار عن شهر يناير 2007م على سبيل المثال بسعر يقل ما بين 20 – 25 دولار عن سعر برنت . و تعتبر الصين الوجهة الرئيسية لشحنات كونسورتيوم بترودار. [237]ونلاحظ ان استيراد الصين من النفط من السودان ارتفع فجأة من4.847000 مليون طن في عام 2006 الي 10.306000و10.50000 طن متري في عامي 2007 و2008 علي التوالي.*ويبرر مسؤلون سودانيون الزيادة الكبيرة بأن الصين حرصت خلال الفترة الاخيرة علي الاشتراك في مناقصات بيع حصة السودان من النفط ،حيث كان جزء كبيرا منه يذهب لليابان وسنغافورة.
والبلدان يستعدان للاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات بينهما في فبراير 2009 اعلن د. أزهري عبد القادرمدير إدارة الإستكشافات بوزارة الطاقة أن إنتاج السودان من النفط سيرتفع بحلول مارس 2009 إلى حوالي 560 ألف برميل وذلك بعد دخول حقل قمري دائرة الإنتاج بمقدار 50 ألف برميل في اليوم [238] هذا وكان وزير الطاقة والتعدين الزبير أحمد حسن الذي دشن في 20/1/2009 بداية الإنتاج بحقل قمري قد أشار إلى إنه بدخول الحقل دائرة الإنتاج، فإن إنتاج شركة بترودار لعمليات البترول سيبلغ 243 ألف  برميل في اليوم . وبدا وزير الطاقة السوداني متفائلاً بإمكانية إنتاج السودان 700 ألف برميل في اليوم بحلول الربع الثالث من عام 2009 .[239] * هذا و كان مدير إدارة البترول بحكومة جنوب السودان قد أشار إلى أنه و مع زيادة أسعار النفط كان سعر برميل مزيج النيل 90.25 دولار أمريكي في يناير 2008م ، و ارتفع إلى 93 دولار أمريكي ليقفز إلى 101 دولار أمريكي في مارس 2008م . بينما بلغ برميل مزيج دار 69 دولار أمريكي خلال يناير 2007م، و ارتفع إلى 73 دولار أمريكي ليقفز إلى 81 دولار أمريكي في مارس 2008م. [240]
على صعيد مربعات البحر الأحمر التي انضمت إليها الصين بعد مناشدات مستمرة من الحكومة السودانية وهي مربعي 13و15  ، نلاحظ إن العمل في هذه المربعات تأخر بسبب عدم وجود حفارات بحرية نظراً للاقبال الشديد عليها في الاسواق العالمية بسبب ارتفاع اسعار النفط . ومن المتوقع بعد نجاح الشركات في الحصول على حفارات بحرية أن يبدأ الحفر في مربع 15 حيث يشير مسح أولى بأنه يمكن حفر ثلاثة آبار في هذا المربع، علماً بأن الشركات الصينية تعمل باتجاه إيجاد حفار وسفينة بحرية للاسراع في عمليات الاستكشافات والمسح. [241] وهكذا نرى بحلول فبراير 2009 وبفضل الشراكة السودانية الصينية في قطاع النفط فإن السودان الذي لم يكن يملك صناعة نفطية، كان قادراً في فبراير 2009 –حسب المصادر الرسمية- على إنتاج يتراوح ما بين 500 – 530 ألف برميل من النفط يومياً.
و نحن نقترب من خاتمة هذه الدراسة رأينا أن نستعرض بشكل سريع عدداً من المحاور التي لا غنى عن التعرض لها ونحن نحاول أن نرسم صورة كاملة لصناعة النفط في السودان متتبعين  العلاقات السودانية – الصينية في هذا القطاع ، و ذلك مثل البعد البيئوي في صناعة النفط في السودان، كما سنقوم بإلقاء الضوء على إنعكاسات عامل النفط في العلاقة بين شريكي الحكم في السودان: الحركة الشعبية لتحرير السودان و المؤتمر الوطني و ذلك منذ توقيع إتفاقية  السلام الشامل في يناير2005م . لننتقل بعد ذلك لمحاولة رصد مساهمات الشركات النفطية الصينية في تنمية المجتمعات المحلية و طبيعة العلاقات بين هذه الشركات و المجتمعات المحلية التي تعمل هذه الشركات في محيطها الإجتماعي و الإقتصادي و البيئوي. كما سنتطرق إلى نشؤ صناعة البتروكيماويات الجديدة في السودان لإرتباطها الشديد بالصناعة النفطية و بمجهودات الشركات الصينية لتنمية صناعة النفط و البتروكيماويات في السودان.
Admin
Admin
Admin

Posts : 103
عدد النقاط : 304
Join date : 23/04/2015
Age : 65
Location : Khartoum - Shambat

https://sudanoil.sudanforums.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» قصة البترول السوداني - 3 -- التعاون السوداني الصيني في قطاع النفط 1992-1999 م
» قصة البترول السوداني - 7 -- التعاون السوداني الصيني في مجال البتروكيماويات
» قصة البترول السوداني -14 -- التعاون الصيني السوداني في قطاع النفط
» قصة البترول السوداني -1 التعاون الصيني – السوداني في قطاع النفط كتاب النفط جعفر كرار أحمد - مدونة د. أيمن عبدالله
» قصة البترول السوداني - 2 ----- التعاون السوداني – الصيني في قطاع النفط 1989- 2009م-- كتاب النفط جعفر كرار أحمد . مدونة دكتور أيمن عبدالله

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى